شاركت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، في ملتقى ومعرض البيئة الصناعية الثاني «بيئي 2»، وذلك خلال الفترة من 25 إلى 27 فبراير 2020 بمركز السيف للمعارض بمدينة الظهران.
وأوضح مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي المُكلّف قصي العبدالكريم، أن «مدن» استعرضت خلال الملتقى والمعرض المصاحب له جهودها التوعوية ومنظومتها للحفاظ على البيئة، في إطار إستراتيجيتها لخلق بيئة استثمارية متكاملة الخدمات بمدنها الصناعية، حيث تعمل على تحفيز القطاع الخاص للمشاركة في تمكين الصناعة من خلال حماية العاملين في المدن الصناعية من المخاطر البيئية الناجمة عن الممارسات الخاطئة في تشغيل المصانع بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030 ومبادراتها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية.
وذكر أن مشاركة «مدن» تمثلت في جناح وورشة عمل وكذلك بتقديم ورقة عمل تناولت نظام «مدن» للإدارة البيئية (MODON Environmental Management System-MEMS)، ويهدف إلى تعزيز وتطوير الخدمات البيئية ومتابعة الأداء البيئي وصولاً إلى تحقيق رؤيتها في تحويل مدنها الصناعية إلى مدن خضراء صديقة للبيئة، ويعد هذا البرنامج في مرحلته الثالثة حيث تم تنفيذ مرحلته الأولى عام 2013.
وقال إن المرحلة الثانية تم تدشينها بتقنية فرنسية وبرامج نوعية شملت 15 مدينة صناعية، لترتفع أعداد محطات قياس جودة الهواء المحيط إلى 10 محطات ثابتة ومحطة متنقلة، ونطاق تغطية أكثر شمولية لاختبارات المداخن، مع استحداث برنامج نوعي للتدقيق البيئي على المنشآت الصناعية طبقاً لمتطلبات نظام ISO-1400، وتطوير برنامج لأتمتة رصد الملاحظات البيئية وإغلاقها، إضافة إلى برنامج لنمذجة انتشار ملوثات الهواء يساعد صُنّاع القرار في تحديد المناطق الأكثر تأثراً في المدن الصناعية وسُبل تخفيف تلك الآثار، كذلك تطبيق برنامج الجودة والنوعية QA/QC للمشروع لتنفيذ عمليات التدقيق على صحة البيانات، فضلاً عن برنامج تأهيلي متخصص لبناء الكفاءات الوطنية.
وأفاد بأن المرحلة الثانية من «نظام مدن للإدارة البيئية» تضمنت 6 برامج نفذها فريق «مدن»، هي: التصحيح البيئي، التفتيش البيئي، التوعية البيئية، تقييم الطلبات الصناعية بيئياً، التأهيل البيئي، وتقييم المخاطر البيئية.
ومضى قائلاً: «في إطار برنامج التفتيش البيئي تم تنفيذ 448 زيارة في 15 مدينة صناعية، ومن خلال برنامج اختبارات المداخن تم تغطية 8 مدن صناعية بإجراء 386 اختباراً، حيث تأتي هذه الاختبارات بناءً على المواصفات والمقاييس المحلية مثل اللائحة التنفيذية للنظام العام للبيئة، والمقاييس الدولية مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية USEPA والبنك الدولي».
وأشار إلى حرص «مدن» على مشاريع التشجير وزيادة عدد الأشجار المغروسة حيث تبلغ مساحة المسطحات الخضراء في المدن الصناعية 1.777.000 متر مربع، ويبلغ عدد الأشجار 66.000 شجرة تغطي 92% من المدن الصناعية بخدمات الزراعة حالياً، كما توجد مبادرة ومذكرة تفاهم لزراعة مليون شتلة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، حيث تمت زراعة 122.000 شتلة، وجارٍ العمل على تغطية بقية المدن الصناعية على مراحل، في إطار تحويل المدن الصناعية إلى مدن صديقة للبيئة.
كذلك تعمل «مدن» وفق خطة متكاملة لتطوير خدمات ومرافق المياه داخل المدن الصناعية، بتشغيل محطات جديدة لمياه الشرب والضخ ومعالجة الصرف الصحي، ويتم فيها رصد مياه الصرف والتأكد من مطابقتها للمعاير المعتمدة في النظام العام للبيئة، إضافة إلى الخزانات والتوسع في شبكات الري، وخلال عام 2019 حرصت «مدن» على مواصلة تطوير وسائل التواصل مع الشركاء لضمان جودة تقديم خدمات المياه، والمحافظة على الاستدامة البيئية وإعادة تدوير المياه.
ولفت إلى أنه تم إطلاق حملة توعوية داخل قطاعات «مدن» للتبرع بالأجهزة التالفة والقديمة ضمن جهودها للحفاظ على البيئة، حيث تقوم «مدن» بإعادة تدوير مخلّفاتها الإلكترونية والكهربائية وفق المعايير البيئية المحلية والعالمية، والانتفاع من مخرجاتها بتحويلها إلى مواد أولية تدخل في صناعات أخرى.
وتهتم «مدن» منذ انطلاقتها عام 2001 بتطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات، إذ تُشرف اليوم على 35 مدينة صناعية قائمة وتحت التطوير في مختلف مناطق المملكة بالإضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة. وقد تجاوزت الأراضي الصناعية المطورة 198.8 مليون متر مربع حتى الآن، وتضم المدن الصناعية القائمة أكثر من 3500 مصنع منتج.